مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ به تعالي من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهدِ الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاتهِ ولا تموتُن إلا وأنتم مسلمون)(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلُون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً *يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) أما بعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
** موضوع قديم :ـ منذ نشأة الشيعة وأبنتها الصوفية (خرجت من تحت عباءتها) .. كانت الكتب والرسائل التي صُنفت في هذه المسألة تكاد لا تحصي .. وسيظل الصراع بين الحق والباطل لا يتوقف إلى يوم القيامة . (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) الأنبياء(18) .. ومهما اجتهد الباحث في الجانبين فلن يأتي بجديد ومن ثم لا يحتاج إلى تفصيل طويل . . . واستدلالات كثيرة وإنما أشارات سريعة مع الإحالة للكتب . . ومن ذلك ما صنفه (علوي المالكي) في الحجاز (والجفري تلميذ على مائدته) وكذلك ما رد به علماء الحجاز عليه في مصنفات عديدة وأنتهي أمره تقريباً إلا عند من قل علمه وزلت قدمه في الصوفية دون أن يعرف حقيقة ما بعث الله به رسوله من تحقيق التوحيد واجتناب الشرك ومن أراد التفصيل فليرجع إلى هذه المصادر (سنذكرها عند الختام) . .
ومن المعلوم أنه لا تثريب على المخالف في المسائل الخلافية . . وهى المسائل التي أختلف فيها السلف . . أما مسائل الإجماع والاعتقاد فلا يمكن السكوت على مخالفها لأنها حق وباطل ولابد من النكير عليه بشدة ودحض الباطل وأهله وبيان الحق للناس (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ. .) آل عمران(187)..
** أساسيات لابد من معرفتها معرفة جيدة :ـ
1-معنى (لا إله إلا الله) . . أي لا يستحق العبادة إلا الله لأنه وحده الذي له صفات الكمال . . ونعوت الجلال التي بها يستحق أن يُحب غاية الحب ويُعظم بغاية التعظيم . فله غاية الحب بغاية الخضوع ومع ذلك فمن المسلمين اليوم من قلبه عاكف على غير الله أكثر من عكوفه على الله تعالى .. منهم من يحب المال ويخضع له أكثر من حبه وخضوعه لله ومنهم من يحب الجنس الآخر (المرأة مع الرجل والعكس) . ومنهم من يُحب سلطانه ووظيفته وجاهه وسمعته ويخضع لهذا أكثر من خضوعه لله .. ومنهم من يحب الموتى (أرباب الأضرحة من الأولياء أو المشايخ) ويخضع لهم ويذبح لهم ويرجوهم لحاجته وضرورته ثم لا يجعل لله إلا قليلاً من ذلك .. ومنهم من يتحاكم إلى القوانين الوضعية التي تحل ما حرم الله وتحرم ما أحل الله .. وإذا ذكرناه بخطورة ذلك التحليل والتحريم من البشر وتركه لما أحل وحرم الله عز وجل .. يتولى معرضاً يلوى رأسه مستكبراً ويصد عن الحق صدوداً . ولا يكتفي بذلك إنما يُغطى جريمته قائلاً :ـ (أنتم متشددون… إرهابيون …رجعيون .. الخ) ما هو معروف على السنة الناس وفى وسائل الأعلام التي دخلت كل بيت .. ومن العجب العجاب أن جميع هؤلاء ممن يقولون (لا إله إلا الله) ويحسبون أنهم طالما قالوها .. فهم موحدون لله ومن أهل الجنة وذلك بتأويل خاطئ للحديث الصحيح من قال (لا إله إلا الله) دخل الجنة وهم في ذلك كله مُتبعون لأئمة الضلال من الصوفية والمرجئة الذين أشاعوا هذا المُعتقد الباطل في جميع جهال الأمة يتوارثونه جيلا بعد جيل لدرجة أن (المرجئة) قالوا : إن الأيمان تصديق بالقلب وإقرار بالسان ..وإن لم يعمل مثقال ذرة من العمل كالصلاة والصيام والزكاة وغير ذلك ثم غالت فيهم فرقة أكثر من ذلك فقالوا :إن الأيمان مجرد تصديق بالقلب ولو لم ينطق باللسان ولو لم يعمل أي عمل صالح _
… لذلك سأبين بطلان وفساد هذا المعتقد فيما يأتي:_
2_ (شروط لا إله إلا الله):_
إن من طريقة المضلين أن يأخذوا من النصوص الصحيحة ما يُوافق أهوائهم ويتركون ما يُخالفها كأنهم لا يعلمون وإذا لم يجدوا من النصوص الصحيحة ما يوافقهم لجئوا إلي الأحاديث والآثار الضعيفة مع تحريف معاني النصوص الصحيحة المُخالفة لأهوائهم ..فلما وجدوا هذا الحديث الصحيح(من قال لا إله إلا الله دخل الجنة)صحيح(5733)صحيح الجامع، التقطوه بلهفة وأذاعوا به حتى تفلتت الأمة من التكاليف وأتكلوا علي جناح الرجاء فقط ..ودخلت الشركيات المتنوعة وجميع الشرور.. وعندئذٍ لا داعي للخوف لأنهم قالوا: (لا إله إلا الله).
…وهيا لنذكر الآن بعض هذه النصوص الصحيحة في نفس موضوع الحديث وفي فضل هذه الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله) وقد بينت هذه النصوص معناها وشروطها..
الشرط الأول : شرط الكفر بما يُعبد من دون الله:_
الحديث الصحيح (مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ…)(34)صحيح مسلم .
ومن أمعن النظر في الحديث وجد أن النبي(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لم يجعل التلفظ بها عاصماً للدم والمال ولكن لا بد أن يضيف إلي ذلك الكفر بما يُعبد من دون الله .. ومن ذلك دعاء الأموات والذبح لهم والاستعانة بهم وغير ذلك … ومن ذلك كفر أهل الكتاب بأنواعه وما يلزم من العداوة والبغضاء لهم والبراءة منهم كما قال تعالي : (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ..)ومن ذلك عبودية التحاكم لغير شرع الله برضا وموافقة.
الشرط الثاني : (الإخلاص):_
2-قول النبي(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) "فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ…"(407)رواه البخاري
وابتغاء الشيء: طلبهُ.. بالسعي في الوصول إليه..فالذي يبتغي وجه الله لا يُداون يعمل كل ما في وسعه للوصول إليه …فإن أتي بالحسنات علي الوجه الأكمل فإن النار تحرم عليه تحريما مُطلقاً… وإن أتي بشيء ناقص فإن الابتغاء يكون فيه نقص فيكون تحريم النار عليه فيه نقص….
ولو أن سارقاً قال حين يسرق (اشهد أن لا إله إلا الله) أبتغي بذلك وجه الله لقلنا إنك كاذب في زعمك لأن النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال (لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن)صحيح. صحيح الجامع(7707) ، وقد سأل أبو هريرة رسول الله (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) من أسعد الناس بشفاعتك فقال : من قال (لا إله إلا الله) خالصاً من قلبه .. فاشتراط الإخلاص في الحديث شئ ليس بالسهل اليسير بل كان أشد شئ على السلف الصالح .. بحيث يكون النية والقصد والتوجه دائما موجه لله وحده كما قال تعالى (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ..)(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله) فذكر توجيه الوجه وإقامة الوجه (أي دوام واستقامة) والوجه هو الجارحة ، بها العينان والشفتان والأنف وإنما يتبع الوجه الذي هو القصد والمقصود في الآية) وقال رسول الله (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) من شهد أن ( لا إله إلا الله) وحدة لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله وأن عيسي عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه . والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل .. ونص على الشهادة بأن عيسى عبد الله ورسوله إذ كونه عبد أنه ليس له شركة مع الله ولا وساطة شركية بحال من الأحوال . ثم هو رسول أتى برسالة من الله فيلزم أتباعه في كل ما جاء به (وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه) وتلك هي القدرة المطلقة لله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء (بقوله كن) فلا ريب ولا شك في خلقه بغير أب . ومن كان هذا اعتقاده فقد خرج من كل ما يتعلق بذلك من كفر النصارى واليهود وشركهم واتبع ملة إبراهيم حنيفاً .
** وجاء في الآية (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ)البقرة (256)فلن يكون العبد مؤمناً بالله حتى يكفر بالطاغوت أولاً .. وسيدنا إبراهيم عليه السلام قدم البراءة من المشركين ثم ذكر الإيمان بالله (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ، وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الزخرف(26 : 28).. فجعلها وصية أساسية في ذريته وإن انحرفوا عنها فعليهم الرجوع إليها ..
الشرط الثالث : العلم بمعناها :ـ
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ"صحيح.صحيح الجامع(6552) .. وهذا شرط العلم وليس فقط الإقرار باللسان .
ومن الآيات في القرآن : قوله تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)فاطر(28) (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) محمد (19) (إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)الزخرف(86) أي شهدوا أن ( لا إله إلا الله) بقلوبهم وليس بألسنتهم فقط .
(شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) آل عمران (18)
الشرط الرابع (شرط اليقين) :ـ
قول النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لأبى هريرة (فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا اله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة) رواه مسلم (كتاب الإيمان) .. فأشترط هنا اليقين الذي ينافي الريب وينافي الشك .. لذلك قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)الحجرات(15) أي آمنوا ولم يحدث لهم ارتياب أو شك في هذه الكلمة ..
الشرط الخامس (الصدق) :ـ
في الصحيحين أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :"ما مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّار) .. فاشترط هنا في نجاة قائلها من النار أن يقولها صدقاً من قلبه وليس مجرد التلفظ بها . ومعلوم أن الصدق هو بذل الجهد واستفراغ الوسع في تحقيقها كما سبق في الحديث (يبتغي بذلك وجه الله) ..
وفى الصحيحين من حديث أنس بن مالك وطلحة بن عبيد الله من قصة الأعرابي وهو ضمام بن ثعلبة لما سأل رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شرائع الإسلام فأخبره فَقَالَ (هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا) قَالَ (لا إِلا أَنْ تَطَوَّعَ) فقال (وَاللَّهِ لا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلا أَنْقُصُ) فقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ) فأشترط الصدق المنافي للكذب فيما أخبر به ..
وفي الصحيحين عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ) فأشترط هنا لدخول الجنة انعدام الشرك .. وذلك لا يتحقق إلا بمعرفة كل أنواع الشرك حتى يميل عنه إلى التوحيد فيكون حنيفاً .. وأشترط الصلاة وصلة الرحم ..
وفى المسند عن ابْنَ الْخَصَاصِيَّةِ " قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبَايِعَهُ قَالَ فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنْ أُقِيمَ الصَّلاةَ وَأَنْ أُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ وَأَنْ أَحُجَّ حَجَّةَ الإِسْلامِ وَأَنْ أَصُومَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَأَنْ أُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا اثْنَتَانِ فَوَاللَّهِ مَا أُطِيقُهُمَا الْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ ) فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ ثُمَّ حَرَّكَ يَدَهُ ثُمَّ قَالَ فَلا جِهَادَ وَلا صَدَقَةَ فَلِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِذًا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أُبَايِعُكَ قَالَ فَبَايَعْتُ عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ ".. ولا يحتاج هذا الحديث إلى تعليق ولا يبقى بعده مقال لأئمة الضلال ..
ـ وقيل للحسن : من قال لا إله إلا الله دخل الجنة .. فقال : من قال لا اله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة ـ وقال وهب بن منبه لمن سأله : أليس مفتاح الجنة لا اله إلا الله ؟ قال بلى .. ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يُفتح لك .. وهذا الأثر رواه البخاري في (الجنائز) ..
_ وبعد فيا أيها المسلم : ما قولك فيمن يزعم انتسابه للعلم ويتصدر لدعوة الناس ثم يأتي إلي أصل من الأصول وهو التوحيد فيجعله مجرد بعض كلمات وحروف ينطقها اللسان مستدلاً بحديث واحد مجمل ـ غير عابئ بكل هذه الأحاديث المفصلة لأنها تنقص قوله واعتقاده ودعوته فهي تخالف هواه …؟
_ وأنا ما ذكرت إلا بعض الأدلة .. وإلا فكل جزئيات الوحي تؤكد كل ما سبق
ذكره . ولو كان الأمر مجرد كلمة باللسان بلا مقتضيات ولوازم وتبعات فما الذي دعا قريشاً إلى بذل الدماء والأموال في حربها وكان أسهل شئ عليهم قولها ؟ .
يتبع